الاختيار السليم للمسار الوظيفى ينبع من الفهم السليم للذات وما لديها من مهارات وقدرات وذلك كخطوة أولى لسلم النجاح وتحقيق الطموحات.
اعرف نفسك أولاً.. لتحدد مصيرك
كثيراً ما نسمع الكثيرون يرددون مقولة "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب " خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى نشهدها جميعاً ليس فقط فى دول العالم النامى ولكن أيضاً فى دول العالم المتقدم حيث الأزمة المالية العالمية التى ترمى بظلالها على كافة مجالات الحياة وعلى وجه الخصوص البطالة ، ففى الأيام الأخيرة تزايدت الأنباء عن تسريح المئات من الموظفين من أعمالهم فى كبرى الشركات العالمية لذا يحتاج الأمر منا الكثير من التروى والمرونة فى اختيار مهننا والتى تحدد بدورها مصائرنا وأحلامنا . رغم الصعاب والمعوقات يبقى اختيار المهنة أوالعمل هو الخطوة الأولى الأساسية فى حياة الشباب لذا فكن على وعى وحرص عند اختيارالمهنة الأنسب لك لتكون أنت الأقدر على الدفاع عنها والتمسك بها والصمود فى وجه الطوفان
الخطوة الأولى هى أصعب الخطوات على الإطلاق
إن الخطوة الأولى دائماهى أصعب الخطوات فى أى عمل من الأعمال التى نقدم على القيام بها فهى دائما تحتاج لحكمة حسن الإختيار فضلاً ًعن المبادرة والإقدام وفى بعض الأحيان المخاطرة لكننا نسمع عن الكثيرين الذين وقعوا ضحايا للضغوط المختلفة التى وجهت حياتهم من غير إرادتهم ليكتشفوا فى النهاية أنهم فى مفترق الطرق فهذا الفتى انصاع لضغوط والديه ، وهذا الشاب استسلم للظروف وهذا تلفح بالماضى ولم يُخضع نفسه للتطوير وهذا وهذا .......قصص كثيرة قد تسمعها من هؤلاء الذين أساءوا الإختيار فكان مستقبلهم مصيره الدمار .
اعرف نفسك بنفسك لنفسك
إن معرفة الذات والفهم المتعمق لها هو مفتاح النجاح فى شتى مجالات الحياة ولاسيما فى الحياة المهنية . فمعرفة الذات وما بها من قدرات ومهارات ونقاط قوى ومواطن ضعف هى التى تضع قدميك على أولى درجات سلم التدرج المهنى لتكن أنت ذلك الرجل الذى يشارإليه بالبنان بـ " الرجل المناسب فى المكان المناسب ".
مامن شخص يستطيع تحديد شخصيتك وماهيتك سواك . قد يحتاج الأمر منك فى البداية لبعض المجهود أوالحصول على استشارة من بعض المتخصصين لكن بكل تأكيد سيكون ذلك هو مفتاح النجاح الأكيد .
من أنت
فيما يلى عدد من أنماط الشخصيات ذات الميول والتوجهات المختلفة ما عليك إلا أن تتفهم كل نمط من أنماط الشخصيات التالية وتحدد ذاتك لتختارعلى هذا الأساس مهنتك فهل أنت شخصية فنية ، أم واقعية ، أم عقلية ، أم مغامرة ، أم تقليدية .....؟!
الشخصية الفنية: و تهتم بالجوانب الفنية والتعبيرعن الذات والتركيز علي
المشاعر والأعمال الفنية وينصح صاحبها بكليات الفنون الجميلة والتربية
الموسيقية وأكاديمية الفنون وغيرها من الكليات الفنية.
الشخصة الواقعية: ويميل صاحبها للتعامل مع الأمورالمادية العلمية. ويفضل القيام بالأعمال اليدوية التي لا تتطلب الكثير من التفكيرالمعقد, ويجنح أصحابها إلي الأعمال الخشنة والعمل الفردي والتعامل مع الواقع بأقل قدر من المشاعر. وتناسبهم كليات الزراعة وبعض أقسام كليات الهندسة والتجارة وعلوم الحاسب الآلي. ولأنهم يفضلون التعامل مع الآلات والبيانات فتجد منهم حرفيين ومهندسين ومحاسبين علي درجة عالية من الكفاءة.
الشخصية العقلية: وهي تفضل العمل الذهني والعمليات الحسابية المعقدة.
وتناسبهم أيضا كليات الحاسب الآلي والتجارة والهندسة.
الشخصية الاجتماعية: وهي تبحث عن فرص للتواصل الاجتماعي وتكوين العلاقات, وتميل للمهن التي تتطلب قدراً من المهارات اللفظية والاجتماعية. ويبرعون في مجالات الإعلام والتدريس والعلاقات العامة والخدمات النفسية والإجتماعية وتناسبهم كليات التربية والإعلام والآداب وغيرها من الكليات ذات نفس التوجهات.
الشخصية المغامرة: وهي تتميز بقدرة عالية علي المغامرة والقدرة اللفظية وحب السيطرة والإدارة وهؤلاء رجال أعمال ناجحون.
الشخصية التقليدية: وأصحابها أكثر سيطرة علي أنفسهم وقدرتهم علي ضبط انفعالاتهم عالية جدا ويميل أصحابها للأعمال الروتينية والعمل مع أهل السلطة ويفضلون الأنشطة التقليدية مثل أعمال السكرتارية والمحاسبة والأعمال المكتبية وهؤلاء هم الموظفون.
نصائح تساعدك فى اختيار مهنتك :
كن مقتنعاً بنفسك
عليك أن تعرف بأن فاقد الشئ لا يعطيه لذا فعليك أن تكون مقتنعا بذاتك حتى يقتنع بك وبقدراتك الآخرون .الإقتناع بذاتك ينبع من معرفة قدراتك ومهاراتك ونقاط قوتك وضعفك ومن ثم الإنطلاق نحو التحسين . امنح نفسك مزيد من الوقت لمعرفة أي من الوظائف تستهويك و أي المجلات تحب و تستطيع أن تتفوق فيها و أي المهارات أو الكفاءات التي تستطيع أن تحولها إلى أساليب هادفة تطبقها في الوظيفة التي تتفدم إليها.تستطيع فى سبيل ذلك الإستعانة ببعض الكتب أو استشارة بعض الأفراد من ذوى الخبرة فى مجال التنمية البشرية أو الأشخاص المقربين لك ليعرضوا لك ذاتك من الخارج كما يرونها .
ركز وافهم
بعد أن استطعت الوصول إلى أعماق ذاتك قدرالإمكان عليك بتحديد مهاراتك ونقاط الضعف ومواطن القوة لديك من ثم عليك بتكثيف نشاطك وتوجيه قدراتك نحو النمو والتطوير من خلال القراءة والإطلاع و تلقى التدريب من خلال الدورات التدريببية والتأهيلية فى مجال التخصص الذى اخترته ليكون طريقك . حتى تصل إلى درجة الفهم قد يحتاج الأمرمنك إلى حضور بعض حلقات النقاش الجماعية فى مجال التخصص والتى يتيح الإتصال المباشر فيها الفرصة للتفاعل والرد على كافة الإستفسارات فضلاً عن التعرف على شخصيات من مجال العمل .
كن باحثا على حق
إن العاطل ليس الشخص الذى بلا عمل ولكنه ذلك الشخص الذى لا يبحث عن العمل . فالبحث عن عمل هو فى حد ذاته عملاً فكن باحثاً حتى تجد ضالتك وليكن أسلوبك يقوم على الأسس العلمية بجمع المعلومات الأساسية المتعلقة بمجال مهنتك التى ترغب فى الإلتحاق بها وكذلك المعلومات المتعلقة بالشركات العاملة فى ذات المجال وحجم ما تحتاجه من عمالة على سبيل المثال فى إمكانك الإستعانة فى ذلك بمواقع التوظيف ، الزيارة الفعلية لأقسام الموارد البشرية بالشركات العالمية ، قراءة المجلات وأخبار التوظيف ، الإطلاع على أحدث الأبحاث فى مجال التوظيف والموارد البشرية .
احترف كتابة السيرة الذاتية
إن السيرة الذاتية هى أول ما تصنعه يدك فى علم الأعمال والتوظيف وهى أول ما يترك إنطباع عنك لدى أصحاب الأعمال والشركات . لذا فتعلم كيف تكتب السيرة الذاتية وأعرضها على المتخصصين لتقييمها من حيث الشكل والمضمون .
استعد للمقابلة
كن مستعدا دائما لإجراء المقابلات فى أى وقت وفى أى مكان لذا احتفظ بنسخ حديثة من السيرة الذاتية الخاصة بك واحرص على تحديثها من آن إلى آخر بأحدث الخبرات التى حصلت عليها .
وعليك أيضاً أن تعرف أن هناك بعض المقابلات الفورية المفاجئة التى يمكن أن تتعرض لها وهى المقابلات التى تتم عبرالهاتف لذا عليك الإحتفاظ بتقرير يشتمل على المعلومات الأساسية المتعلقة بك كمهاراتك ، خبراتك فضلاً عن بعض الإتجاهات والرؤى التى من الممكن أن يتم سؤالك عنها كهدفك من الإلتحاق بالمهنة ، تطلعاتك وطموحاتك ......إلخ .
ولا تنسى المعلومات العامة فعليك الإطلاع الدائم عن آخرالأحداث و الأخبار والمعلومات الأساسية فى كافة المجالات فعليك أن تعرف شئ عن كل شئ ذلك لأن بعض التخصصات تحتاج لإختبارات المعلومات العامة للمتقدمين إليها كالمهن الإعلامية ، والثقافية.
وفى بعض المهن العلمية يمكن أن يُطرح على المتقدم للعمل سؤال عن آخر الأبحاث العلمية التى اطلع عليها فى مجال تخصصه كمهن الطب مثلاً.
لا تتوقف عن التعلم
التعلم المستمرهو من أعظم الإستثمارات التي تعتبر أمراً واجباً على كل من أراد النجاح في حياته المهنية. كلٌ منا يتمتع بمهارات قيمة لا يمكن الإستغناء عنها غيرأن إتقان تلك المهارات لا يستثني العمل على تطويرها وتحسينها من خلال التدريب و التعلم المستمر. فعلى كل شخص أن يأخذ على عاتقه مسئولية تطوير نفسه، إمكانياته ومهاراته المهنية لكي يبقى في الطليعة.
كن مرناً
عليك أن تعرف أن طريق البحث عن الوظائف ليس طريقاً ممهدا بالورود لكنه طريق ملئ بالصعوبات لذا فعليك أن تتحلى بقدر كاف من المرونة لتقبل هذه الصعوبات ومواجهتها ، وتذكر دائما ً أن المصاعب تصنع الرجال والأزمات هى مصنع الأبطال .
كن إيجابياً
من السهل أن تنهال عليك العشرات بل المئات من النصائح ، لكنه من الصعب أن تعمل بأى منها ، فسماع النصيحة ليس معناه الإنصياع لها أو الحصول على مفعولها . إن الأمر يتطلب منك أن تكون إيجابياً فى تفكيرك وأن تتخلص من التفكير السلبى وأخطاءه ، فاتجاهات الفرد تؤثر تأثيرا متعاظما ً على أشكال سلوكياته .
كن سباق و مبادر
كل إنسان لديه القوة لإتخاذ قراراته الشخصية ، وعندما يستخدم الإنسان هذه القوة لاختيار رد فعله بناء على مبادئه الشخصية يكون سباق ،والإنسان السباق يعمل على الأشياء التي يملك القدرة على التحكم بها ( دائرة التأثير ) بدلاً من الإنشغال بالأشياء التى لا يستطيع التحكم فيها ( دائرة الاهتمامات )، وهو يستخدم هذه القوه بإيجابية للتأثير على الأحداث وتوسيع دائرة التأثير.
ولتعلم أن الفرصة تحتاج إلى مبادرة .. ومخاطرة .. وانتباه .
وأنها إن ضاعت ..فعليك بصنع غيرها .. لكن صنع الفرص صناعة مكلفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق